Arts et culture

آخر المواضيع...

4‏/8‏/2007

مهرجان جميلة العربي

''نظاميات'' على ركح كويكول الأثري






كان الصوت العربي العراقي رضا العبد الله أول الأصوات العربية التي شدت العراق وقبلها الجزائر من على ركح جميلة الذي شهد هذه السنة تغيير مكان نصبه؛ إذ فضلت محافظة المهرجان إبراز القوس الروماني كخلفية للخشبة، وهو ما راق المطرب العراقي كثيرا الذي راح وهو يقدم وصلاته يستنجد بتراث ناظم الغزالي عله يعطي للمكان حقه وقدسيته التاريخية·· 
إذ وبعد أن أدى بعضا من أغانيه التي فضل مباشرتها بجديده الذي خصه للجزائر بأغنية ألفّت ولحّنت على متن الطائرة التي أقلته إلى الجزائر، عاد إلى المقام العراقي الذي حضر بقوة في وصلته التي امتدت على مدار الساعتين·
وقد التفت العبد الله إلى التراث، حيث غرف من درج ناظم الغزالي الذي أدى له بعض الأغاني التي ماتزال تطرب آذان الأجيال الحالية، بدليل أن أحد الشباب راح يطالب بإحدى الأغاني، فنزل المطرب عند رغبته وأداها له·
ورغم أن الحضور لم يكن كثيفا، إلا أن الذين نابوا عن الجمهور السطايفي- سطيف مدينة شرق الجزائر العاصمة تزدهر بالاثار الرومانية -في الليلة الثانية كانوا وفيين للسماع والطرب، وهو ما جعل من السهرة غاية في الهدوء والجمال· 
وراح رضا العبد الله وهو يتواصل مع جمهوره ''السميع'' بالأغنية تارة وبالكلمة الصادقة تارات أخرى، فتعالت في سماء كويكول ألفة بين المبدع وسامعيه·وكانت ليلة الافتتاح قد شهدت هي الأخرى تواصل الدرس السوري في موضوع الفن الراقي، حيث أعادت فرقة ''إنانا'' الكرّة وقدمت للفنان الجزائري مثالا في رقي الأداء الفني وفي مفهومه أيضا، حيث أخذت على عاتقها وهي تقدم في لوحتها الكوريغرافية إبراز معنى الكد والمثابرة الفنيين·
وبقي الحضور مبهوتا لصنيع الفرقة المحترفة التي شغلت الحيز البصري لأكثر من ساعة من الزمن، إلى درجة أنها حققت الفرجة المطلوبة ولم تترك نقطة على الخشبة إلا وأبدعت فيها·للإشارة، فقد كانت السهرة الأولى قد شهدت مرور عدة أسماء محلية يبدو أنها استخرجت من المتحف الفني لتنشيط السهرة لتعاد إليه مباشرة بعد انتهاء الحفل؛ على غرار تشير عبد الغني، سمير السطايفي، بكاكشي الخير، بريزة السطايفية، إضافة إلى نادية بارود ولياس القسنطيني· 
كما عرفت السهرة الثانية أيضا برمجة كل من علان، والخالدي· يذكر أن الضجيج الذي خلفته أرمادة الأصوات الجزائرية بات لا يعلو دبيب النمل في صداه، وهو ما يعني بالضرورة التفكير في سبيل آخر لتوظيف هؤلاء عندما يتعلق الأمر ببرمجتهم أمام فنانين يجيدون مغازلة الإبداع ويعون جيدا كيفية التسلل إلى الخلق الفني الجميل.




جريدة الخبر الجزائرية
04.08.07

ليست هناك تعليقات: