Arts et culture

آخر المواضيع...

1‏/8‏/2007

افتتاح أمسيات الشعر في `جرش




افتتح أول أمس في مركز الحسين الثقافي أمسيات الشعر في مهرجان جرش بقراءة شارك فيها الشعراء: محمد علي شمس الدين (لبنان) ، لويس آرياس مانثو (تشيلي) والشاعر محمد مقدادي ، كما أدار الأمسية مستشار المهرجان الشاعر جريس سماوي.
القصائد التي قرأها مانثو كانت ثلاثا زاوج من خلالها بين المرأة والأرض والحرية خلال تطوافه حول ذاته حينا والذات الإنسانية حينا آخر منحازا من خلالها للحقيقة والعدالة ومدافعا من خلالها عن قضايا بلاده بأسلوب جمالي يعتمد توظيف الصور الرمزية والاشتغال على الاستعارات التعبيرية المباشرة وغير المباشرة.
يقول الشاعر الذي ولد عام 1956 في قصيدة "حلقات الوجود المفرغة": كل شيء يدور ونحن أنفسنا ندور أيضا كما النجوم كما القمر المتلفع بالأزرق كما روحي شبه المنكفئة لك لأجلك حبيبتي من أجل أن تحيا روحي ومن أجل جسدي كي يفنى كل شيء يدور ثابتا ومنتظما تماما كما تفعلين أنت حبيبتي..
ومن أجواء أمريكا اللاتينية انتقلت الأمسية التي أدارها أمين عام وزارة الثقافة الشاعر جريس سماوي تاليا إلى أجواء الجنوب اللبناني والمقاومة والبحث عن الذات المفردة والجمعية من خلال الشاعر محمد علي شمس الدين حيث قرأ مجموعة من القصائد التي اتشحت بمسحة صوفية تارة وبمسحة واقعية تارة أخرى خصوصا في تلك القصائد التي قرأت الجنوب اللبناني ومراميزه . وقريبا من الأجواء الصوفية التي حوتها أولى قصائد شمس الدين "لست أخون" جاءت قصيدته الثانية "المسيح الجديد" التي يقول فيها: يمشي على الموت مختالا كأن به من الألوهة سرا ليس يخفيه يمشي الهوينا وقتلاه تمجده كأن كل ما يريده يحييه أعطيته كل ما أوتيت من نعم فما ندمت فألقاني على التيه. 
كما قرأ تاليا قصيدة "حدود الحيرة وأحوال المقيم فيها" وهي القصيدة التي يطل فيها من خلال ذاته على العالم ومن خلال العالم على ذاته في محاولة لإدراك الحقيقة وفهمها كما قرأ كذلك "شمس محمد" و" دقت على صدري" و"جزء من سيرة ذاتية" و"الفراشة" ليختم تاليا بمقاطع من "شيرازيات".
في حين عاين الشاعر محمد مقدادي صورته في مرايا المرأة عبر قصائد تتبعت رائحة الأنوثة في جسدة حينا وفي روحه أحيانا أخرى كما أطل مقدادي على الذات الجمعية وما تواجهه من تهميش وإقصاء في ظل النظام العالمي الجديد عبر قصيدة "وصايا أبي" التي أشرت على خراب الراهن وفداحة المأزق حيث يقول:
منذ سبعين عاما وسبعين أمنية بائسةْ كنت في الخامسةْ قال لي والدي أن هذه المدائن ليست لنا والهواء الملطخ بالعطر ليس لنا الثريات والأسقف اللبنية ليست لنا وأواني النحاس و العيون التي تتحدث في خدر ونعاس القلوب اليباس قالها والدي منذ سبعين عاما وسبعين أمنية بائسةْ قالها وارتحل وأنا لم أزل بعد في الخامسةْ.


المصدر
نقلا عن الدستور
01.08.07

ليست هناك تعليقات: